الغلاء ومحدودية الدخل يضاعفان معاناة السوريين في العيد

الغلاء ومحدودية الدخل يضاعفان معاناة السوريين في العيد

تشهد المناطق السورية الخاضعة للحكومة في عموم المحافظات تراجعاً ملحوظاً في حركة الأسواق، تزامنا مع ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية، حيث غابت أجواء العيد في معظم المناطق، بسبب محدودية الدخل لدى غالبية المواطنين، لا سيما مع تراجع قيمة الليرة أمام ارتفاع سعر الدولار الأمريكي.

العاصمة دمشق، مثل باقي المحافظات، تعيش واقعاً مريراً لم تكن بمنأى عنه، نتيجة تعدد الأزمات، فالمواطن بات لا حول له ولا قوة، بعد أن ترسخ لديهم مفهوم لا تحسين في نمط معيشتهم، وسط عجزهم عن تأمين احتياجهم اليومي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب مواطن (ع.ح)، بأن العيد في هذا العام لم يكن كما سابقه على أقل تقدير، فالمواطن تخلى عن أمور عدّة، ولا سيما الأمور الضرورية منها، واقتصر الأمر على الاكتفاء بتأمين ما يجعله على قيد الحياة فقط، على سبيل المثال، بلغ سعر نصف دجاجة مشوية 35500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو ثلث دخل الموظف المتقاعد الذي يتقاضى ما بين 80- 100 ألف ليرة سوري، كما سجل سعر كيلو الحلويات 150 ألف ليرة سورية، وبأماكن أخرى 235 ألف أي راتب شهري أو أكثر لموظف.

ومن جانبه، قال العامل (س.أ) الذي يعيش في العاصمة دمشق، إن العيد بات من المناسبات المنسية، بعد أن عصفت الأزمات بالبلاد، فالعامل الذي يؤمن قوته بشكل يومي كيف عليه أن يؤمن لقمة عيشه؟ وكيف عليه أن يحتفل بالمناسبات بعد أن تضاعفت معاناتهم؟

وتفتقد دمشق -إلى جانب الواقع المعيشي المتردي- المشتقات النفطية والغاز، الأمر شكل أعباء أثقلت كاهل المواطن في تأمين لتر واحد من مادتي “المازوت والبنزين”، ما دفع بالمواطنين إلى بيع عرباتهم أو ركنها أمام المنازل لشهور عدة، لصعوبة تأمين الوقود.

وبالتوازي مع ذلك، ارتفعت أسعار العقارات في العاصمة، فالمواطن المستأجر أصبح أمام مأزق حقيقي، تصعب عليه إدارة أموره، بعد أن ضاقت به السبل.

كل هذه الأمور باتت حلما بالنسبة للمواطن السوري في تأمينها، هذا ما دفع بالفئة الشابة للهجرة إلى الخارج، بحثاً عن ملاذ آمن بالرغم من مخاطرها.

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية